ونحن في أيام موسم الحج، لا بد وأن نتذكر الدور الكبير الذي كانت تلعبه في مصر في تلك الأيام، وذلك من خلال ما كان يُعرف قديمًا بـ المحمل، والذي بدأت قصّته قبل مئات السنين.
المحمل أو كسوة الكعبة العادة التي تبرَّك بها حكام مصر

واعتاد حُكام مصر على المحافظة على هذه الطقوس، منذ عهد شجر الدر وحتى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وأيضًا يعرف البعض “المحمل”، بأنه الهودج الكبير المحمول على الجمل، وكان مخصص لشجر الدر في سابق العهد.

وأنشأت خصيصًا لصناعتها “دار المحمل” بالجمالية تحديدًا في حي “الخرنفش” سنة ١٢٣٣هجرية، واستمر العمل بها حتى عام ١٩٦٢م.
وحتى هذه اللحظة، لاتزال “دار الخرنفش” موجودة وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها.
توقف إرسال المحمل المبارك إلى السعودية وقطع العلاقات للمرة الأولى

وكنا هناك قطع مؤقت للعلاقات المصرية السعودية، إلى أن تم إسقاط الدرعية على يد جنود محمد علي في العام ١٢٢٨ هجرية.
لانقطاع العلاقات

في موسم الحج سنة 1925، تعرَّض موكب “المحمل” والحجيج وقوات التأمين لاعتداء من “جماعات متشددة” تابعة للملك عبد العزيز بحجّة أنَّ المحمل فيه فرقة موسيقية (وهذا محرم)!.
ويذكر أن أسباب الحادث ترجع إلى عوامل سياسية واقتصادية ودينية، فسياسيًا كانت هناك منافسة بين ملك مصر فؤاد الأول وعبد العزيز ملك السعودية.

أما دينيًا، فقد كان للملك عبد العزيز حاشية من فرقة “الإخوان الوهابية”، وكان يستغلهم لنشر الأقوايل الشرعية المضادة لفكرة المحمل المصري.
السعودية تدرك قيمة المصالح مع مصر وتبادر بالصلح

وفي يوم وصول البعثة المصرية إلى الأراضي المقدسة، خرج عليهم الوهابيين، يرجموهم بالحجارة، وهم يتصورون أنهم يرجمون إبليس.
وحاول أمير المحمل المصري احتواء الأزمة بالاستعانة بالملك عبد العزيز الذي تظاهر بالرغبة في احتواء الأزمة لكن تعليماته إلى جماعته من إخوان الوهابية كانت تفجير الأزمة.

ووصل سعود مصر على متن الباخرة المصرية “المنصورة” وقابل سعد زغلول رئيس الحكومة، ونجحت المصالحة وعادت العلاقات إلى مجاريها.
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق